أحمد عرابي
يُعتبَر أحمد عُرابي أحد زعماء الثورة العرابيّة خلال فترة الاحتلال الإنجليزيّ لمصر؛ فقد كان زعيماً للجيش وللأمّة خلال عهد مصر الحديث، وكانت زعامته في مرحلتَين: المرحلة الأولى، هي مرحلة الثورة العُرابيّة، حيث نجح أحمد عُرابي في ثورته تلك، ممّا مكَّن مصر من الحصول على نظامها الدستوريّ وحقِّها السياسيّ، أمّا المرحلة الثانية، فقد بدأت في شهر فبراير من عام 1882م، عندما تمّت تنحية شريف باشا من منصبه كرئيس للوزراء، ممّا جعل الثورة تتعرَّض لعدد من العقبات التي جعلتها تتخبَّط في مكانها.
مولد أحمد عُرابي ونشأته
وُلِد أحمد عُرابي في قرية (هرية رزنة) الواقعة في مديريّة الشرقيّة في مصر، في الحادي والثلاثين من شهر مارس من عام 1841م، ويعود نَسَبه إلى الحسين بن علي -رضي الله عنه-، وقد قِيل أنّ محمد عُرابي والد أحمد عُرابي يَنحدرُ من سُلالة شخص يُدعَى صالح البلاسي المُنحدِر بدوره من سُلالة الحسين، حيث قَدِم إلى مصر من أراضي العراق، وانتظمَ أحمد عُرابي في الكُتّاب، فتعلَّم القراءة، والكتابة، وحفظَ عدداً من سُوَر القرآن الكريم، كما تعلَّم الحساب على يَدَي مُعلِّمه ميخائيل غطّاس، ثمّ أكمل تعليمه في الأزهر ما إن بلغَ الثامنة من العُمر، وذلك بعد وفاة والده، حيث لم يمنعه ذلك عن نَيْل قِسطٍ من التعليم، وبعد أربع سنوات، رَجع عُرابي إلى قريته، ولم يعلم أحد السببَ الذي أدّى إلى عودته، ومن الجدير بالذِّكر أنّه لم يتعلَّم سوى بعض من عِلم التفسير، والنحو، والفِقه، إضافة إلى حفظ القرآن الذي كان أمراً ضروريّاً آنذاك، ومن ثمّ أصبح أحد رجال مصر الذين ينطقون بحقوق مصر، وذلك من خلال الحركة القوميّة الخاصّة به، لينضمَّ عُرابي بعد ذلك إلى العسكريّة في السادس من شهر ديسمبر من عام 1854م، وذلك بعد القرار الذي أصدرَه سعيد باشا، والذي يقضي بتجنيد أبناء المشايخ والعُمَد في تلك الفترة.
أحمد عُرابي في الجيش
عمل أحمد عُرابي في الجيش، ووَصلَ إلى أرفع المراتب ولم يكن يتجاوز عُمره السابعة عشر عاماً؛ فقد ترفَّع خلال فترة أقلّ من أربع سنوات من رتبة جاويش إلى قائد مقام، ومن ثمّ وَصلَ إلى رتبة مُلازم ثانٍ بعد مرور عامَين، وبعد مرور عام حَصلَ على رُتبة مُلازم أوّل في العام نفسه، ليصلَ بعد مرور عامَين إلى رُتبة قائد مقام بك، وبهذا يكون أوّل مصريّ يحصل على تلك الرتبة في تلك الحِقبة الزمنيّة، وممّا ساعد أحمد عُرابي في التقدُّم هو حبُّه لمصر والمصريّين، وشعوره بالفَخر؛ لانتمائه إلى ذلك البلد.
استمرَّ أحمد عُرابي بالارتقاء في مكانته حتى وَصل إسماعيل باشا إلى أريكة الخديويّة، حيث بدأت أحوال عُرابي تتغيَّر، فقد تمّ تحويل أحمد عُرابي إلى الخدمات المدنيّة، حيث إنّه عَمل في عدد من الأعمال الأُخرى، مثل: مراقبة حماية الجسور، وبناء القناطر، وقد تمّ تحويله إلى التقاعُد دون راتب لحين حصوله على عمل آخر.
عاد أحمد عُرابي إلى الجيش مُجدَّداً، حيث تمّ إرساله إلى الحبشة ما بين عامَي 1875م-1876م، وكان يعملُ مأموراً للمهام، وما إن عاد أحمد عُرابي إلى مصر، حتى تمّ اتّهامُه بالتخطيط لمظاهرة الضبّاط في عام 1878م، وقد أدّى هذا الاتّهام إلى نَقله إلى مدينة الإسكندريّة ، إلّا أنّ أحوال عُرابي بدأت تتغيَّر ما إن عُزِل إسماعيل باشا وأصبح الخديوي توفيق هو حاكم مصر، حيث رفَّعَ عرابي إلى رُتبة الأميرالاي، وضمّه إلى طاقمه، ومن الجدير بالذِّكر أنّ أحمد عُرابي أوصلَ مصر إلى بَرِّ الأمان، إلّا أنّ الأحداث التي تتالَت بعد ذلك، أدّت إلى ظهور الاحتلال الإنجليزيّ لمصر، ممّا أدّى إلى فَشل الثورة العُرابيّة.
نَفْيُ أحمد عُرابي ووفاته
تمّ ضَرب مدينة الإسكندريّة ونُشوب معارك في المناطق الشرقيّة والغربيّة من مصر، وقد أُلِّفت محكمة عسكريّة لمُحاكمة أحمد عُرابي وزملائه من زعماء الثورة، وكانت المحكمة برئاسة محمد رؤوف باشا،وقد تُوفِّي أحمد عُرابي في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر من عام 1911م.
تعليقات
إرسال تعليق